
في عام 2013، عندما تولى كارلو أنشيلوتي تدريب ريال مدريد، كان الفريق مليئًا بالنجوم، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو. في البداية، بدا أن العلاقة بين المدرب واللاعب تحتاج إلى وقت لتتطور، خاصة وأن رونالدو معروف بطموحه الكبير وشغفه بالعمل الجاد، بينما أنشيلوتي يتميز بأسلوبه الهادئ والمريح.
في أحد الأيام خلال التدريبات، لاحظ أنشيلوتي أن رونالدو بدا مرهقًا ومتوتراً. بدلاً من الضغط عليه بالمزيد من التعليمات، قرر استخدام طريقة غير تقليدية. دعا أنشيلوتي رونالدو لتناول العشاء معًا في منزله. المفاجأة؟ العشاء كان عبارة عن بيتزا إيطالية منزلية الصنع، أعدها أنشيلوتي بنفسه.
خلال الجلسة، دار الحديث حول الحياة بعيدًا عن كرة القدم. شارك أنشيلوتي ذكريات من مسيرته كلاعب ومدرب، بينما تحدث رونالدو عن شغفه بكرة القدم وتوقعاته الشخصية. لم يكن الهدف من اللقاء الحديث عن التكتيك أو المباريات، بل بناء علاقة إنسانية قوية بين المدرب وأحد أبرز نجومه.
بعد هذا اللقاء، لاحظ الجميع تحسنًا كبيرًا في انسجام الفريق. رونالدو شعر بأن أنشيلوتي لا يُعامله فقط كنجم كبير، بل كإنسان له احتياجاته ومشاعره. هذا التفاهم انعكس على الملعب، حيث قدّم رونالدو موسمًا استثنائيًا، وكان أحد أعمدة الفريق الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا 2014.
أنشيلوتي نفسه اعترف لاحقًا بأن هذا اللقاء كان نقطة تحول في علاقته برونالدو، قائلاً:
“أحيانًا، كل ما تحتاجه للتواصل مع لاعب هو أن تُظهر له أنك تهتم به خارج الملعب، والباقي سيأتي تلقائيًا.”
هذه الحادثة تُظهر عبقرية أنشيلوتي كمدرب ليس فقط في الخطط التكتيكية، بل في فهمه العميق لنفسيات لاعبيه، وقدرته على بناء علاقة تقوم على الثقة والاحترام، مما ساهم في نجاحاته العظيمة كمدرب.